حكم تخيل الزوج أو الزوجة صورة شخص آخر

حكم تخيل الزوج أو الزوجة صورة شخص آخر

السؤال

تقول السائلة: بسبب كثرة خلافي مع زوجي لم أعد أطيقه، لكن خوفي من الله يجعلني أستجيب له إذا طلبني، ومع ذلك أبكي كثيرًا. وجدت نفسي ألجأ للتفكير في شخص آخر غير موجود في الحقيقة حتى أستطيع الاستمرار في حياتي الزوجية والحفاظ على بيتي. فما حكم ذلك؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.

أولًا: أقوال الفقهاء

  • رأي جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية): يرون أن تخيل الرجل أو المرأة لشخص آخر أثناء العلاقة الزوجية أمر محرّم، لأنه يشبه استحضار صورة المعصية في الذهن، وهو من العادات القبيحة التي نهى عنها أهل العلم.

  • رأي بعض الشافعية: قالوا إن ذلك مباح من حيث الأصل إذا لم يصاحبه عزم على فعل الحرام، واستدلوا بحديث: “إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم”، معتبرين أن مجرد الخواطر لا يؤاخذ بها الإنسان. لكن بعضهم شدد على أن هذا الفعل مكروه لما فيه من تعلق القلب بغير الزوج.

  • رأي آخر عند الشافعية: بعض العلماء مثل العراقي وغيرهم ذهبوا إلى التحريم، لأن فيه تشبهاً بالحرام وتهييجًا للشهوة على غير محلها الشرعي.

الخلاصة الفقهية:
الأقوال اختلفت، لكن الأرجح والأحوط هو ترك هذا الفعل؛ لأنه قد يكون بابًا لفساد القلب والعلاقة الزوجية، ويُخشى أن يتطور إلى ما هو أخطر.


توجيه ونصيحة

عليكِ أن تجتهدي في ترك هذه العادة والاستغفار مما مضى، والحرص على إصلاح علاقتك بزوجك بدل الهروب منها بالخيال.

  • حاولي الجلوس مع زوجك لمصارحته بمشاعرك وما يزعجك.

  • يمكنك الاستعانة بشخص حكيم من أهلك أو أهله للتقريب بينكما.

  • اهتمي بالودّ والزينة والابتسامة والكلمة الطيبة، فذلك له أثر كبير في قلب الزوج.

نسأل الله أن يصلح بينكما، ويجعل حياتكما مليئة بالمودة والرحمة، ويجنبكِ كل ما يغضبه.

والله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى