عاجل: السودان الآن

فيضانات السودان بسبب فتح بوابات سد النهضة وأثرها على السودان ومصر

شهدت السودان في الفترة الأخيرة موجة جديدة من الفيضانات بعد قيام إثيوبيا بفتح بوابات تصريف المياه من سد النهضة بشكل مفاجئ، وهو ما تسبب في تدفق كميات هائلة من المياه نحو مجرى النيل الأزرق، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على القرى والمدن السودانية الواقعة على ضفاف النهر.

أسباب الفيضانات

فتح بوابات سد النهضة من قبل الجانب الإثيوبي دون تنسيق مسبق مع السودان أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بصورة سريعة، ما جعل السلطات السودانية عاجزة عن الاستعداد المسبق لمواجهة التدفق الكبير. هذا السلوك يثير مخاوف متجددة حول غياب آليات التعاون بين الدول المتشاطئة للنيل الأزرق، ويؤكد حجم الخطر الذي قد يترتب على أي إجراءات أحادية الجانب من إثيوبيا.

الأضرار على السودان

• غمرت المياه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية مما أدى إلى تلف المحاصيل وخسائر كبيرة للمزارعين.

• تضررت بعض القرى والطرق والجسور بسبب السيول، ما عطل حركة التنقل والتجارة الداخلية.

• نزوح مئات الأسر بعد أن جرفت المياه منازلهم وأغرقت ممتلكاتهم.

• زيادة احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تلوث المياه الراكدة.

التأثيرات على مصر

رغم أن مصر بعيدة جغرافيًا عن موقع الفيضانات المباشرة، إلا أن فتح بوابات سد النهضة له تبعات غير مباشرة عليها أيضًا:

• ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في منسوب المياه المتدفقة نحو بحيرة ناصر قد يربك خطط إدارة المياه والسد العالي.

• التأثير على التوازن المائي الذي تعتمد عليه مصر بشكل أساسي لري أراضيها الزراعية.

• زيادة المخاوف المصرية من لجوء إثيوبيا إلى خطوات غير منسقة مستقبلًا، بما قد يهدد الأمن المائي المصري.

مخاطر مستقبلية

إذا استمرت إثيوبيا في إدارة سد النهضة بشكل منفرد، فإن السودان ومصر قد يتعرضان لموجات متكررة من الفيضانات أو الجفاف بحسب توقيتات التصريف وحجز المياه. وهو ما يجعل مسألة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لإدارة وتشغيل السد ضرورة ملحّة لتفادي الكوارث.

الخلاصة

فيضانات السودان الأخيرة تعد جرس إنذار قوي لخطورة الإجراءات الأحادية من قبل إثيوبيا في تشغيل سد النهضة. فغياب التنسيق لا يهدد فقط البنية التحتية والاقتصاد في السودان، بل يمتد أثره ليشمل مصر وأمنها المائي. ولا سبيل لتجاوز هذه الأزمة إلا عبر الحوار الجاد والتوصل إلى اتفاق شامل يضمن مصالح جميع الأطراف ويمنع تكرار مثل هذه الكوارث.