من الأحق بخدمة الأم المريضة: ابنتها المتزوجة أم زوجة ابنها؟

من الأحق بخدمة الأم المريضة: ابنتها المتزوجة أم زوجة ابنها؟ 👩‍🦳

خدمة الأم المريضة.. واجب أم اختيار؟

عندما تمر الأم بمرحلة مرض وتحتاج إلى من يرعاها، يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم: من الذي يتحمل المسؤولية؟ هل هي ابنتها المتزوجة أم زوجة ابنها؟
الشرع الحنيف أكد أن بر الوالدين واجب وخدمتهما وقت الحاجة فرض على الأبناء، وليس أمرًا اختياريًا. فالموضوع ليس مجرد مساعدة إضافية، بل دين في أعناق الأبناء والبنات على حد سواء.


واجب الأبناء أولًا 👨‍👩‍👧‍👦

الأبناء هم الأصل، وهم المسؤولون مباشرة عن خدمة الأم المريضة. قال الله تعالى:
“وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
فالواجب يقع على الأولاد ذكورًا وإناثًا، كلٌ بحسب استطاعته. الابن يشارك بما يقدر، والبنت بما يسمح به وضعها. أما زوجة الابن فليست ضمن دائرة الواجب الشرعي.


البنت المتزوجة بين حق الأم وحق الزوج 💍

البنت المتزوجة قد تواجه صعوبة في الموازنة بين حق أمها وحق زوجها. الشرع أوضح أن طاعة الزوج مقدمة إذا وقع التعارض، لأن عقد الزواج مُلزِم. لكن إذا كان الزوج متفهمًا وسمح لها بخدمة أمها، فهي بذلك تنال أجرًا عظيمًا وتجمع بين برّ الأم وطاعة الزوج.


زوجة الابن.. واجب أم تفضل؟ 🤷‍♀️

زوجة الابن غير ملزمة شرعًا بخدمة حماتها. لكن إن قامت بذلك من باب الإحسان والمودة، فلها أجر كبير عند الله. الأساس أن المسؤولية تقع على الأبناء، لكن مساهمة زوجة الابن تعد عملًا تطوعيًا كريمًا يكسبها محبة ودعاءً صالحًا من حماتها.


ترتيب الأولوية في الخدمة 🥇

  • الأولوية الأولى: الأبناء أنفسهم.

  • بعدهم: البنت المتزوجة إن سمحت ظروفها وزوجها.

  • أما زوجة الابن: فهي غير مطالبة من الأساس، وإن ساعدت فذلك من باب المعروف فقط.


أقوال الفقهاء 📚

أجمع العلماء أن خدمة الأم المريضة واجبة على أولادها.

  • البنت المتزوجة غير ملزمة إذا تعارض الأمر مع حقوق زوجها.

  • زوجة الابن لا تقع عليها المسؤولية أصلًا.
    لكن أي مساعدة إضافية من الآخرين تعتبر إحسانًا يؤجرون عليه.


الحكمة في التعامل الأسري ❤️

خلافات كثيرة تنشأ بسبب هذه القضية. الزوجة قد تقول: “أنا غير ملزمة”، البنت تعتذر بسبب التزامات بيتها، والابن يشعر أنه وحده يتحمل العبء. الحل في الحكمة والتعاون.

  • يمكن تقسيم المسؤوليات بين الأبناء.

  • زوجة الابن قد تساعد في حدود طاقتها دون إلزام.

  • البنت تزور أمها وتساندها بموافقة زوجها.
    المهم ألا تشعر الأم بالإهمال أو الوحدة.


الثواب العظيم في خدمة الأم 🌸

خدمة الأم المريضة من أعظم أبواب الجنة. قال النبي ﷺ:
“الوالد أوسط أبواب الجنة”.
فمن برّ أمه المريضة فاز بالجنة ودعواتها الصادقة التي تجلب الرزق والبركة في العمر والذرية.


ماذا لو احتاجت الأم رعاية خاصة؟ 🏥

في بعض الحالات قد يتطلب المرض وجود رعاية طبية متواصلة. هنا يجب على الأبناء التكاتف وتوفير ما يلزم، سواء بالوجود الدائم أو الاستعانة بممرضة أو دار رعاية آمنة. الأهم أن تظل الأم مكرمة وغير مهملة.


الجانب النفسي للأم المريضة ❤️‍🩹

خدمة الأم لا تقتصر على المساعدة الجسدية فقط، بل الدعم النفسي له دور عظيم. كلمة طيبة، زيارة حانية، أو جلسة قصيرة بجانبها قد ترفع معنوياتها أكثر من أي علاج. حتى زوجة الابن، وإن لم تكن ملزمة، فإن ابتسامة أو لفتة رقيقة منها قد تكون سببًا في سعادة كبيرة للأم.


الخاتمة: برّ الأم مسؤولية الأبناء 🙏

خدمة الأم المريضة مسؤولية أساسية على الأبناء أولًا. الابنة المتزوجة تساعد بقدر استطاعتها وبما لا يتعارض مع بيتها، وزوجة الابن غير مطالبة لكنها تنال أجرًا إن أعانت.
في النهاية، الأم تحتاج أن ترى أبناءها بجوارها وتشعر بمحبتهم. الخدمة ليست جسدية فقط، بل معنوية وروحية أيضًا. ومن أراد الجنة، فليغتنم بر أمه والدعاء لها، فهي الطريق الأقرب لرضا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى