اللحظات الأخيرة للمدرب أليكسيس مارتينيز مع حوت الأوركا كيتو

اللحظات المرعبة الأخيرة للمدرب أليكسيس مارتينيز مع الأوركا كيتو
في ديسمبر عام 2009، اهتز العالم على وقع حادث مأساوي شهده منتزه Loro Parque في جزيرة تنريفي بجزر الكناري الإسبانية. الضحية كان المدرب الإسباني أليكسيس مارتينيز، البالغ من العمر 29 عاماً، والذي عُرف بشغفه الكبير بتدريب الحيتان القاتلة (الأوركا) وعلاقته القوية بها. لكن ما كان يُفترض أن يكون عرضاً تدريبياً عادياً، تحوّل في لحظات إلى مشهد مرعب انتهى بفقدانه حياته بطريقة مأساوية.
بداية القصة
في صباح يوم الحادث، كان أليكسيس يستعد لجلسة تدريب روتينية مع الحوت القاتل المعروف باسم Keto، وهو ذكر أوركا ضخم يزن أكثر من 6 أطنان. لم يكن العرض مفتوحاً للجمهور تلك اللحظة، بل كان تدريباً داخلياً ضمن البرنامج اليومي، أي أن الأجواء بدت طبيعية وهادئة، ولم يظهر أي مؤشر خطر في البداية.
اللحظات الأخيرة
وأثناء التمرين، تغيّر سلوك الحوت فجأة. بدلاً من الاستجابة للإشارات المعتادة من المدرب، أظهر Keto علامات عدوانية غير متوقعة. في لحظة خاطفة، هاجم الحوت أليكسيس بعنف، وأطبق فكه القوي عليه، ثم سحبه إلى قاع الحوض.
-
الغواصون والفريق المساعد حاولوا التدخل سريعاً، لكن السيطرة على أوركا بهذا الحجم أمر شبه مستحيل.
-
دقائق قليلة بدت كدهر بالنسبة لزملائه، بينما كان أليكسيس يقاوم دون جدوى.
-
وفقاً للتقارير، أصيب بجروح قاتلة في الصدر والرقبة، وفقد حياته قبل أن يتمكن الفريق من إنقاذه.
الصدمة والجدل
الحادثة لم تهز فقط العاملين في المنتزه، بل فجّرت موجة جدل عالمي حول قضية تربية الحيتان القاتلة في الأسر.
-
إدارة المنتزه أعلنت في البداية أن الحادث كان “حادثاً عرضياً” سببه سوء تفاهم بين المدرب والحوت، لكن لاحقاً أظهرت تقارير التشريح أن الوفاة كانت نتيجة إصابات عنيفة سببتها الأوركا.
-
الحادثة أثارت تساؤلات أخلاقية: هل يجب أن تُحتجز هذه الكائنات البحرية العملاقة في أحواض ضيقة لأغراض الترفيه؟
-
كثيرون شبّهوا ما حدث مع أليكسيس بحوادث أخرى مشابهة، أبرزها وفاة المدربة الأمريكية Dawn Brancheau عام 2010 على يد الحوت الشهير Tilikum في “سي وورلد”.
إرث أليكسيس
رغم رحيله المفجع، بقي اسم أليكسيس مارتينيز رمزاً للنقاش العالمي حول علاقة الإنسان بهذه الكائنات البحرية الذكية والخطيرة في آن واحد. قصته سلطت الضوء على الجانب المظلم لصناعة العروض البحرية، وحفّزت منظمات حقوق الحيوان على تكثيف جهودها لإيقاف تربية الحيتان القاتلة في الأسر.



