لأ مش هتستناك يا أحمد يا سعدني!!
بقلم: نشوى سويدان
لفت نظري منشورا كتبه الفنان أحمد السعدني ينعي فيه طليقته الراحلة وأم أولاده وحب حياته -بحسب كلامه- حيث أكد خلال حديثه عنها أنه كان وسيظل يحبها، وأن عدم إحساسه بالمسئولية هو ما جعله يرفض الاستقرار، وينشد الحرية، ولذلك طلق زوجته التي وصفها بالملاك -رحمها الله- ليعيش حياة الأعزب بعيدا عن التزامات الزواج ومتطلبات الأسرة، إلا أنه ظل يحبها بعد الطلاق وكان يعلم جيدا أنه سيعود يوما ما إلى حب حياته مرة أخرى، ليعيش مع المرأة التي لم ينساها أبدا، وظل ينتظر الوقت المناسب لهذا القرار أو ربما يؤجله حتى ينهل أكبر قدر من الحرية التي قد تعينه على تحمل الحياة الزوجية من جديد، ولكن أتت الرياح بما لم تشته السفن، والموت سبقه واتخذ القرار بأسرع ما يمكن، لترحل الحبيبة والزوجة والأم عن حياته إلى الأبد، تاركة له مسئولية كبيرة أصبح مجبرا على تحملها وليس مخيرا كما كان، ليختتم حديثه بكلمات يملؤها الندم: “كنت فاكرها هاتستناني”.
موقف أحمد السعدني يشبه مواقف الكثير من الرجال، الذين يتبعون نظرية الانتظار القاتل حتى تضيع كل الفرص، وتغلق كل الأبواب، وقد تنتهي الحياة بكل ما فيها، وهو مازال يفكر في اتخاذ قرار الاعتراف بالحب، او الرجوع عن قرار الفراق، أو اتخاذ قرار ببدء حياة زوجية مع فتاة قد يكون بالفعل يعشقها لكنه “ينتظر” اللحظة المناسبة التي لن تأتي أبدا، حتى في الانفصال.. كثيرا ما يضيع عمر المرأة المسكينة وهي تنتظر تنفيذ قرار الطلاق، ومنهم من يماطل ليضيع عليها فرصة الحرية أو الحياة الجديدة، عمر المرأة يضيع في انتظار قرار رجل..
ربما تكون قصة أحمد السعدني مع طليقته -رحمها الله- بها العديد من الدروس المستفادة لبعض الرجال “المنتظرين”، يأتي على رأس هذه الدروس.. اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، كن رجلا بحق، اتخذ قرارك وتحمل عواقبه، ليست هذه دعوة إلى التهور والهمجية في اتخاذ القرارات المصيرية، ولكن هي دعوة لعدم المماطلة، لتجنب فقدان حبا بالبعد أو بالموت.. موت الجسد أو موت المشاعر والإحساس بالملل.
المرأة تدخل في علاقة الحب بكل جوارحها، تقدم كل ما تستطيع أن تقدمه، ثم تنتظر النهاية السعيدة، فإذا تأخرت النهاية تسرب الملل إليها وقتل مشاعرها، وبذلك يكون الرجل أضاع على قلبه وقلب من أحب لحظة فرحة حقيقية لن تعوض حتى ولو بالنهاية السعيدة التي تأتي أحيانا متأخرة، فلا يتم استقبالها بنفس القدر من النشوة، وأيضا إذا زهدت المرأة حبا وتمنت فراق رجل سترى ذلك في عينيها ستراها مجهدة بلا تعب، مريضة بلا ألم، حية ترزق ولكن بلا رغبة، وعلى الرجل في هذه اللحظة اتخاذ قرار الفراق بأسرع ما يمكن، الرجل الحقيقي لا يسمح لنفسه أبدا أن يغتصب حياة أنثى ترفضه.
ختامًا.. لابد أن تعرف أن هناك الكثير من القرارات التي تحتاج السرعة والجرأة وتحمل المسؤولية، وهناك قرارات تحتاج إلى الدراسة والتأني وأخذ المشورة، اعط كل منهما وقته المناسب في التفكير دون إسراف، ولا تتأخر فيضيع العمر والحب ويبهت الأمل، وقتها ستغمرك لحظة ندم لن تنساها بعدما خسرت حبا ” كنت فاكره هيستناك”!.