حكاية أشهر قوادة في التاريخ .. سالي ستانفورد من بيتها تشكلت الأمم المتحدة

الدعارة واحدة من أقدم المهن التي سجلها التاريخ، فمنذ القدم عرف الناس هذا النوع من المهن، لكن هذه البيوت التي كانت تسخدم لأغراض الدعارة، لم تكن تقتصر على هذا العمل فقط، أو أنها كانت وكرا لعصابات المافيا فحسب، بل فيها اجتمع أيضا كبار الساسة، ليضعوا اللبنة الأولى لتشكيل واحدة من أكبر المنظمات الدولية التي تُعرف اليوم باسم الأمم المتحدة.

في الولايات المتحدة الأمريكية، خصصت سالي ستانفورد منزلها لأغراض الدعارة، لكن في هذا المنزل كان يجتمع كبار الساسة والدبلوماسيون في أربعينيات القرن الماضي، يتفاوضون فيما بينهم على الوصول لطريقة تضمن أمن العالم وسلامته، خاصة وأن دول العالم قد استنزفت بعد الحربين العالميتين.

هؤلاء الساسة، وبينما كان المتواجدون في منزل سالي يمارسون الجنس ويحتسون الخمر، وضعوا اللبنة الأولى لتشكيل عُصبة الأمم، التي عُرفت لاحقا بمنظمة الأمم المتحدة، حتى أنه في الاجتماعي التأسيسي للمنظمة العالمية، كان الكثير من أعضاء الأمم المتحدة زبائن مدام سالي ستانفورد.

سالي ستانفورد من مواليد 5 مايو 1903 بولاية كاليفورنيا، كانت تعول أخوتها وأمها، لذا بدأت العمل مبكرا، حيث في سن السابعة كانت تعمل كمساعدة في جمع الكرات للاعبي الجولف، وظلت على هذا الحال، حتى بلغت السادسة عشر من عمرها، حينها تعرفت على أحد الأشخاص، وأقنعها بالحب، فكانت تساعده على صرف الشيكات المزورة، لكن في إحدى المرات تم القبض عليها وقضت سنتين في السجن.

في فترة السجن، تعلمت سالي الكثير، فأصبحت تقوم بتهريب الخمر وتبيعه داخل السجن، حتى استطاعت تكوين ثروة مالية، ساعدتها عندما خرجت من السجن في شراء فندق صغير بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية.

من هنا؛ بدأت رحلة سالي في بناء أكبر امبراطورية للبغاء والدعارة عرفها التاريخ، فالسيدة الأمريكية وعلى الرغم من أنها لم تكن جميلة، إلا أنها كانت تتمتع بذكاء كبير، دفعها نحو جذب الفتيات الجميلات للعمل في الفندق، الذي تحول إلى وكر للدعارة وممارسة البغاء، حتى ذاع صية هذا الفندق، وبدأ يتوافد عليه المشاهير وكبار السّاسة والسُفراء، حيث كان لدى سالي في الفندق، جناح خاص يرتاده كبار الساسة والزعماء.

في عام 1945، وبين جدران هذا الفندق الذي تديره سالي، اجتمع ممثلين عن خمسين دولة، يتناقشون فيما بينهم حول الكثير من القضايا الدولية وأزمات الحروب العالمية التي استنزفت ثروات العالم، من هنا كانت نقطة البداية لتشكيل ما يُعرف الآن بالأمم المتحدة، فالاجتماعات التي احتضنها فندق مدام سالي كانت أولى المناقشات الدولية، واللبنة الأولى التي تأسست من خلالها الأمم المتحدة.

هذه الكواليس التي قادت إلى تشكيل الأمم المتحدة، أوردتها سالي في مذكراتها، التي قالت فيها: في ربيع 1945 كان مفاوضي الأمم المتحدة يتوافدون بأعداد كبيرة على سان فرانسيسكو وكنا كمسؤولين عن الضيافة في المدينة مهتمين بالعناية بالضيوف وقد عملنا بجد ولأوقات إضافية ولقد نجحنا في إبقاء العلاقات الدولية على خير ما يرام وقد كان هناك الكثير من المرح.

انتهى الحال بمدام سالي في مطعم كانت تمتلكه بعد أن تركت مهنة الدعارة، لتتوفى في مطلع شهر فبراير من عام 1982، عن عمر يُناهز الثمانية والسبعون عاما بولاية كاليفورنيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى