“سيشن طلاق”.. عندما تقرر المرأة أن تهين نفسها

بقلم: نشوى سويدان

سيشن طلاق.. حفلة طلاق.. تورتة طلاق.. مسميات جديدة استحدثتها بعض المطلقات لإثبات أنها مازالت قوية وجميلة وقادرة على مواجهة الحياة بعد مصيبة الطلاق، ولتظهر أمام المجتمع كما لو كانت سعيدة جدا لدرجة أنها تحتفل بـ”حلول الكارثة” ولا تخشى مواجهة الحياة والناس بمفردها، ولا أعلم تفسيرًا لذلك في علم النفس، هل هي محاولة لإنكار الواقع.. أم هو نوع من الشيزوفرينيا والذي يختفي بعد نسيان ملابسات الأزمة.

والسؤال هنا.. لماذا تلجأ بعض النساء إلى هذا النوع الشاذ من الاحتفالات، والتي تشبه – من وجهة نظري – طقوس عبدة الشيطان.. هل ترقصين على الدماء؟! هل تحتفلين بالخراب والدمار؟! هل تشربين نخب هزيمتك؟! حتى لو كان زوجك السابق أبشع رجل في العالم ويحمل صفات شيطان، لكنه سيظل الرجل الذي جمعك به يوما رباطا مقدسا، حياة واحدة، بيتا صغيرا، وحلما مشتركا، أو على الأقل هو الرجل الذي أضعتي معه بعضا من عمرك، إن لم تحزني عليه فاحزني على أيامك التي ضاعت هباء مع الشخص الخطأ، على وقتٍ أهدرته، وحلمٍ أضعته، وبيتٍ دمرته عن غير عمد.

استفزني جدا ما رأيت من احتفال إحدى السيدات بطلاقها عن طريق سيشن إباحي غريب جدا، حيث ارتدت السيدة ملابس فاضحة وظهرت وهي تشرب الكحول، وتمزق صور زفافها و تلقيها على الأرض، وتدوس عليها بقدميها في سعادة غامرة.. هل بهذه الطريقة المسيئة للمرأة بشكل عام وللمطلقة بشكل خاص انتقمتي من طليقك وأثبتي للمجتمع أنك تعيشين أجمل أيام عمرك؟!.

سيدتي الفاضلة.. احزني واسمحي لروحك أن تصرخ ولقلبك أن يبكي وفي نفس الوقت لا تبالغي في ذلك، وحاولي تخطي هذه المرحلة الصعبة سريعا، ليس بالصور المسيئة، ولا بافتعال المشاكل مع الطرف الآخر، ولكن بمراجعة النفس، بالطموح في حياة أفضل، بالتفكير في مستقبل أطفالك، ومستقبلك الوظيفي، واعلمي جيدا أنك الوحيدة القادرة على إنقاذ نفسك والخروج من الأزمة في وقت قياسي إن أردت ذلك، ولكن حذاري من الانجراف في هذه التصرفات غير الطبيعية، فلن يبرد قلبك حفلة طلاق ترقصين فيها على أحزانك، أو سيشن طلاق تكونين به “فرجة” للعالم ومحط انتقاد وسخرية، أو كعكة طلاق تنزل في جوفك نارا تأكل أحشائك.. أفيقي يرحمك الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى